٧/٤/٢٠١٤ التقيتها لأول مرة في مطار بيروت تستقبلني وأبنائها وزوجها .. كنت من قبل قد تحدثت معها هاتفياً مراراً وتكراراً لكن ليس المعاين كمن لم يرَ.. لقائي مع نادين فتح باب الذكريات القديمة، نادين تذكرني بمريم في أجمل سنوات العمر لا أقصد بها العمر حقيقةً بل أقصد بها البراءة والطهارة التي فقدت.. سماها البعض نضجاً ولا أعتقد فقدان البراءة نضجاً، فقدان البراءة هي بداية الشك بالناس والظن الآثم بهم، هي بداية التعميم اللاواعي، هي بداية المشاعر السيئة، هي بداية استحباب الحرام وتسميته بغير اسمه، هي بداية الضلال.. هناك في أمريكا فقدت مريم براءتها هناك في أمريكا فقدت طفولتها هناك في أمريكا ودعت حسن الظن المطلق لنوع من الريبة والتشكك، هناك في أمريكا….
وهنا في لبنان أراكِ يا نادين جاءني ردها: أنت رائعة أختي، وكلماتك الصادقة في الوقت الذي إعتبرتيني فيه صندوق الذكريات، أنا بالتالي شعرت بك كشعلة مضيئة تساعدني في إضاءة عتمات صعوبات الحياة التي أحيانا لا أفهمها، شعرت بك أملا ينبثق رغم ضغوطات ترافقنا، مجيئك وحيدة لأجل ولدك، بل وتتنقلين من بلاد الى أخرى مع معاناة السفر من أجل تحصين أطفالك، أنت جاهزة لأي جهاد من أجل عائلتك حفظها الله لك، وأنا أعشق أخلاق واعية لمعنى الأمومة كشخصيتك أنت، حيث قليل من نساء زماننا تمتلكها وتنجح في تنفيذها.
عزيزتي رأيت فيك همة عالية وقلبا عطوفا مملوئا بالبراءة التي زعمت أنك فقدتها في خلال سويعات قليلة قضيناها معا، كنت راقية في أخلاقك ومتواضعة في تصرفاتك. لربما هي الحياة وبلاياها وخباياها هي التي أجبرتك على حمل أحمال ثقيلة عليك فقويت، مما أنضج طفولتك وهيأك لمواجهة هذه الحياة. أنت صدقا رائعة أختي مريم كلماتي هذه من القلب إلى القلب وفقك الله وأعانك وقواك عزيزتي.
