أمريكا لازمة لي

 في الطبيعة هناك ثلاث قوى غيبية: الوحي والعقل والقلب. فإن مال المرء جهة الوحي وحده صار ظاهرياً، وإن مال جهة العقل وحده صار فيلسوفاً، وإن مال جهة القلب وحده صار صوفياً. لابد أن تبني بينها جسوراً حتى لا تميل لقوى دون غيرها. فتحتاج إلى ثلاثة جسور:بين الوحي والعقل لا بد من جسر التفسير.وبين الوحي والقلب لابد من جسر التأويل. وبين العقل والقلب لابد من جسر الحب. الفلاسفةُ أصحابُ فكرٍ واستدلال، أما الفقهاءُ فأصحابُ اتباعٍ وامتثال، أما المتصوفةُ فأصحاب ُذوقٍ وأحوال. سألته: كيف أطهرُ قلبي؟ قال: أن تحمليه على مكارم الأخلاق، وصفاء السريرة، وحسن النية. حتى يصير القلبُ رافضاً أيَّ صورةٍ غير ذلك. في أوقاتٍٍ يبدو كلَ شرٍ هائلاً ومخيفاً، وكلَ خير يبدو طارئا وضئيلاًالله يختار أولياءه ويصطفيهم ويطهرهم ما عرف معلمونا أن السباحة هي العوم في ملكوت الله، والرماية هي قول الحق في موقف الخوف، وركوب الخيل هو السفر في طلب العلم. أخذ معلمونا بالظاهر فقط وأغفلوا الباطن. قال: أنا بين يدي الله، إن بسط فهو رحمن، وإن قبض فهو رحيم. إن لرضا الله عليك شعوراً لا يمكن أن يوصف، دثارٌ دافئٌ يحيط بقلبك في ليلة برد، أو وميضٌ من الضوء يسافر في عروقك، أو ملاكٌ من ملائكته يتسلل إلى روحك ويحضنها مثل صديقٍ قديم. كان لابد لأمريكا، ولابد لأمريكا مني. وكل شئ يمر به الإنسان في حياته لابد منه، كل شأن هو ضرورة. كل حدث هو حاجة ملحة، كل أمرٍ نمر به من فرح أو حزن، من سلم أو حرب، من حب أو كره، هو نفسٌ من أنفاسنا لو لم نمر به لاختنقنا وعدنا إلى العدم.  ٢١ سبتمبر ٢٠١٧

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *